ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

عن نحو الخطاب الوظيفي

يتميز نحو الخطاب الوظيفي عن النموذج المعيار بسماتٍ:

أولها، يفصل بين التداول والدلالة ويضطلع برصدهما قالبان مستقلان وإن ترابطا. بهذا الفصل تُصبح ‏البنية التحتية للعبارة اللغوية بنيتين اثنتين (لأبنية واحدة كما هو الشأن في النموذج المعيار) تحدّدان في ‏مستويين اثنين: المستوى العلاقي والمستوى التمثيلي،

وثانيها، ليست الوحدة الدنيا للخطاب الجملة وإنما هي "الفعل الخطابي" الذي يمكن أن يطابق مفردة أو ‏مركبا اسميا أو جملة أو نصا كاملا.

وينقسم الفعل الخطابي إلى قوة إنجازية ومؤشرين للمتكلم والمخاطب وفحوى يتضمن بدوره فعلا ‏حمليا وفعلا إحاليا وثالثها، حين يتضمن الخطاب أكثر من فعل خطابي واحد (كما هو الشأن في محادثة أو نص سردي مثلا) تقوم بين الأفعال الخطابية المتواردة فيه إحدى علاقتين: علاقة تكافؤ أو علاقة تبعية، فنكون إما أمام ‏فعلين خطابيين "نوويّين" أو إما فعل خطابي نووي وفعل خطابي "تابع"، لا تُسند إلى الفعلين الخطابيين النوويين أية وظيفة، وقد يأخذ الفعل الخطابي التابع وظيفة علاقية من ‏قبيل "العلة" أو "التوجيه" أو "التصحيح" أو "الوصف"

ورابعها، تتحقق الأفعال الخطابية وعلاقات الاستقلال أو التبعية التي تقوم بينها داخل الخطاب الواحد ‏بوسائل صورية سطحية تطريزية (تعليمية على الخصوص) وصرفية-تركيبية (كالأدوات والضمائر والحالات ‏الإعرابية واللواحق الفعلية مثلا). ومن مزايا الفصل بين التداول والعلاقة في نحو الخطاب ‏الوظيفي إتاحة إمكان ربط السمات التداولية الممثل لها في المستوى العلاقي بالمستوى البنيوية (الصرفي-‏التركيبي-التطريزي) بطريقة مباشرة (دون المرور ضرورة بالمستوى التمثيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق