ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

ماذا نريد من تدريس العربية في الجامعة ؟



محمد مليطان

لم نستطع بعد من عقد لقاء وطني أكاديمي يجمع الأساتذة في أقسام اللغة العربية بالجامعات الليبية رغم المحاولات المتكررة مع عمداء كلية الآداب في مصراتة منذ سنوات، فضلا عن لقاء يجمع أساتذة العلوم الانسانية جميعها فذلك طموح نتركه لما بعد.
كان السؤال الذي نأمل الحوار والنقاش في محاولة للاجابة عليه هو: ما الهدف من تدريس اللغة العربية في الجامعات الليبية؟ وكيف يتم تحقيقه؟
مرامي هنا الوصول إلى غايتين اثنين: أولاهما، التذكير بأهمية إقامة هذا اللقاء في هذه الفترة بالذات التي تشهد إعادة تشكيل وصياغة الشكل والفحوى ليس فقط لمقررات ومناهج تعليمية بل لكل مؤسسات هذا الوطن ومكوناتها الشكلية والمضمونية. وثانيهما، إثارة عدد من الاشكالات بشأن هذه تعليم اللغة العربية في الجامعات الليبية، وهي قضية لا تخص مدرسي الجامعات وطلابها فحسب بل تمس قطاع عريض من أبناء هذا الشعب المقبل على مستقبل يطمح في أن يكون مختلفا نوعا ودرجة إيجابيا عما كان عليه في السابق.
ثمة افتراض يقول بأن الاجابة على سؤال الهدف من تدريس العربية لا يخرج عن أحد أمرين: إما أن يكون الهدف هو تعليم اللغة لذاتها في حد ذاتها، أو هو تعليم التفكير في اللغة. وما بين الهدفين فرق ليس بالقليل بدون شك.
قد يكون تعليم اللغة هدفا منطقيا ومقبولا في مراحل التعليم الاساسي باعتبارهم سيتعلمون لغة ليس لغتهم الفطرية وإن كانت لغة يعتبرها الكثيرون لغة وطنية أو قومية بل ودينية لدى فريق آخر، لكن هذا الهدف يصبح غير وارد بشكل كاف في مرحلة ما بعد الأساسي والالزامي باعتبارها مرحلة تقوم على الشراكة مع "البحث العلمي" فضلا عن تمييز التعليم فيها ووصفه بـ"العالي"، وهذا "العلو" لا يتصور وروده في غير المقررات والآليات المشغلة لتقديم المواد العلمية القائمة أساسا على هدف مختلف على ما كان في التعليم الموصوف بـ"العام" أحيانا واقترانه بـ"التربية" أحيانا أخرى.
الافتراض الثاني، على هذا التصور، هو الأكثر ورودا، فتعليم التفكير في اللغة هو الانسب في المرحلة الجامعية، وتدريب الطالب على تشغيل عدد من النظريات والأدوات العلمية "قديمها وحديثها" باعتبارها أدوات مقترحة لتتنافس على تحقيق أكبر عدد من الكفايات العلمية.
أؤجل الحديث عن الشطر الثاني من السؤال المتمثل في "كيفية تحقيق هذ الهدف" إلى مقال لاحق - إن شاء الله – آملا في أن يثير شطر السؤال الأول حوارا جادا بين أساتذة العربية في الجامعات الليبية واقتراح مقاربات في هذا الاتجاه عسى أن تشكل في ما بعد رؤيا موحدة للرفع من المستوى العلمي للمؤسسة الجامعية الليبية.




نشر في صحيفة الناس ، العدد 13 بتاريخ 18 ديسمبر 2012

هناك تعليق واحد: