ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين

الاثنين، 12 مايو 2008

الكبش المقدس

تتشكل على سطح بعض الكائنات الشجرية والحيوانية - أحيانا - خطوط وتعرجات تتشابه وتتناص شكليا إلى حد ما مع خطوط وتعرجات الحروف العربية، ما يسمح للخيال الخصب المتدين بمقاربتها دينيا، باعتبار أنها شكل حروفي أو كلماتي أو جملي ذا طابع ديني، كلفظ الجلالة أو كلمة التوحيد، وهو ما يسمح بإدراجها مباشرة عند هؤلاء المتدينين الشعبيين ضمن طائفة التحليلات والاستنتاجات التبجيلية التقديسية الشعبية، وهو ما يصنف ضمن إطار التدين الشكلاني الذي عادة ما يسوق هذه التشابهات بانفعال تبجيلي وانبهاري كبير.
خصيتا كبش العيد كانت محط اهتمام بعض المتدينين الشكلانيين الشعبيين، إذ لاحظ أحدهم أن اسم الجلالة ارتسم على إحدى خصيتي الكبش، وارتسم اسم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على الخصية الأخرى، الأمر الذي هداه إلى أن يتوقع أن تكون هذه الظاهرة كرامة لصاحب الكبش الذي اهتم بدوره بنظافة المسجد ليلة العيد، وهو كلمة السر التي حل بها صاحبنا المتدين شيفرة الخطوط المتعرجة على خصيتي كبش العيد.
سأفترض جدلا أن الكبش المسلوخ كان عبارة عن دمية صنعت في الدانمارك، وكانت شرايين الخصيتين ذات تعرجات متطابقة شكليا – طبعا – مع الكبش موطن الكرامة حسب صاحبنا المتدين، وهو بالمناسبة الشكل الطبيعي لخصيتي كباش الدنيا بأسرها - حسب أحد البياطرة - فكيف ستكون ردة الفعل داخل المجتمعات الطيبة الشرقية المسلمة..؟
إن النتيجة حتما ستكون عشرات المظاهرات الغاضبة التي ستعم العواصم والضواحي العربية والشرقية المتدينة شكليا، وحناجر كثير من الأئمة والخطباء ستبح مطالبة من على منبر الجمعة بمقاطعة الكباش الدانماركية، وستتسابق القنوات الفضائية والصحف ووسائل الإعلام الأخرى على تغطية الغضب العربي والإسلامي العارمين على خصيتي الكبش الدانماركي، وسـ ... يظهر متنبي العصر ليتنبأ للدانمارك ويتوعدها بزلازل وفيضانات وكوارث، وبمناسبة ذكر المتنبي هنا، فإن للمتنبي الشاعر بيت من الشعر أهم ما فيه عجزه ..!!!: ... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

هناك تعليق واحد:

  1. تصحيح التعليق السابق
    لاأمل من هذا المقال استاذى الفاضل
    وفى كل مرة اعيد قرائته تتولد لدى صورة جديدة لك
    اتمنى لك كل التوفيق

    طالبك: حسن التهامى

    ردحذف